يقف جبل سنجار شامخًا في غرب العراق كأحد أهم المعالم الجغرافية والثقافية في المنطقة، فهو ليس مجرد سلسلة جبلية، بل رمزٌ لهوية أصيلة تمتد جذورها لآلاف السنين. شكّل الجبل عبر العصور ملاذًا لسكانه، واحتضن تراث الإيزيديين وثقافتهم، وظل شاهدًا على حضارات مرّت وتركت بصمتها في صخوره ووديانه.

ضمن هذا الامتداد الجبلي تقع منطقة كرسي، وهي واحدة من أجمل مناطق سنجار وأكثرها تميزًا بطبيعتها الزراعية الخصبة. يمزج موقع كرسي بين الارتفاع الجبلي والهواء الرطب والبيئة المناسبة لعدد من الزراعات التي تميّزها عن بقية مناطق سنجار.

كرسي… أرض التين والتتن

تشتهر منطقة كرسي منذ عقود طويلة بزراعة التين، حيث تُعد تربتها الجبلية ومناخها المعتدل بيئة مثالية لإنتاج أفضل أنواع التين في سنجار. وتعد أشجار التين هناك جزءًا من حياة السكان، فليس مجرد محصول، بل إرث تنتقله العائلات جيلاً بعد جيل.

إلى جانب التين، برزت كرسي أيضًا في زراعة التتن (التبغ)، الذي عرفه أهل المنطقة منذ زمن بعيد، وكان يمثل مصدرًا اقتصاديًا مهمًا لكثير من العوائل. ويتميز تتن كرسي بجودته العالية ولونه ونكهته الخاصة التي جعلته مطلوبًا على مستوى واسع داخل المنطقة وخارجها.

جبل سنجار… بيئة فريدة وثقافة عميقة

يُعرف جبل سنجار بتنوّع مناظره وغطائه النباتي، حيث تتزين سفوحه في الربيع بالأعشاب والزهور البرية، وتنتشر فيه الينابيع والمراعي الطبيعية. كما يحتضن الجبل قرى قديمة، وأماكن مقدسة، ومسارات تشهد على قصص الصمود والبقاء.

هذا الجبل لم يكن مجرد موطن للسكان، بل قاعدة لثقافة غنية تتمثل في الحكايات الشعبية، والأغاني، والعادات التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالطبيعة والجبل وبالزراعة التي أصبحت جزءًا من هوية المجتمع السنجاري.

خاتمة

إن جبل سنجار و منطقة كرسي يمثلان لوحة متكاملة من الجغرافيا والتاريخ والزراعة. وبين التين الذي يزيّن بساتين كرسي، والتتن الذي يحمل رائحة الأرض الجبلية، تظل هذه المنطقة شاهدًا حيًا على جمال الطبيعة وقوة الإنسان السنجاري في الحفاظ على إرثه الزراعي رغم كل التحديات.

إذا رغبت، أستطيع إعداد نسخة أخرى أقصر، أطول، أو بصياغة صحفية / أكاديمية / تعريفية حسب حاجتك.

Scroll to Top